الخجل في علم النفس و7 طرق للتغلب عليه
ما هو الخجل في علم النفس؟ على الرغم من أن للعامل الجيني أثر على خجل الإنسان، ولكن مما لا شك فيه أن الإنسان لن يولد خجولاً، بل هي بذرة قد تكون موجودة لدى الطفل.
ومن هنا تأتي أهمية تربية الأهل لأطفالهم، فهم إما يقومون بسقاية بذرة الخجل ويساهمون في نموها، أو يحسنون التعامل مع الطفل ويساهمون من خلال تربيته بالشكل السليم الذي يكسبه الثقة بنفسه، بالقضاء على هذه البذرة من جذورها.
مفهوم الخجل في علم النفس
يحصل الخجل عادةً كاستجابة للإحساس بالخوف، وهو أحد الأساليب السلوكية التي تعكس القلق والإحراج الذي يتعرض لهما الشخص عند مقابلة الأشخاص الآخرين وبالخصوص الغير مألوفين منهم.
أسباب الخجل في علم النفس
- أكدت الدراسات البحثية التي أجريت على أن 30% من أسباب اتصاف الإنسان بالخجل تعود إلى جينات وراثية، بينما يصل تأثير البيئة المحيطة إلى 70%.
- ولكن المسألة بالأعم الأغلب تأتي نتيجة تضافر كلا العاملين، فالبيئة لوحدها، أو العامل الوراثي لوحده لن يتسببا بهذه المشكلة النفسية، وهو ما يسمح للعلاجات النفسية العمل بفعالية ومساعدة الأشخاص على تجاوز مشكلة الخجل لديهم.
- أشارت الأبحاث العلمية إلى أن العامل البيولوجي العصبي له تأثير كبير على شعور الشخص بالخجل، ولكن ذلك له ارتباط وثيق مع طفولة الإنسان وأسلوب الوالدين بالتربية، مع تأثيرات البيئة المحيطة وتجارب الحياة.
- فإهمال الأبناء وعدم التعامل السليم معهم، يسبب لهم في الكثير من الأحيان مشاكل نفسية من الصعب تجاوزها تستمر معهم لمدة طويلة، وقد تكون من أهم أسباب خجلهم.
كذلك من أبرز الأسباب التي تؤدي على المدى الطويل لشعور الأطفال بالخجل ما يلي:
- الوحدة ونقص عدد الأصدقاء.
- الهروب من الواقع من خلال الاستخدام المفرط للوسائل التكنولوجية كالحاسوب والموبايل والألعاب الإلكترونية.
- عدم الثقة بالنفس والشعور السلبي المتشائم لدى الطفل.
- تقديم الأهل وعود للطفل بالذهاب إلى المناسبات الاجتماعية والرحلات الجماعية، وإلغاء الذهاب باللحظات الأخيرة.
- عدم تأمين المواقف والظروف التي توفر للأطفال المشاركات الاجتماعية والتفاعل الإيجابي فيها.
- مع وصول الطفل الخجول إلى سن المراهقة قد يزداد لديه الخجل، وبالخصوص مع التنقل إلى فصول دراسية جديدة، يوجد فيها أشخاص جدد لا يعرفهم سابقاً، ومع التغيرات التي تحصل في جسده بهذه المرحلة العمرية، فهو قد يشعر بالرفض أو الإحراج.
وللوالدين دور كبير في تخطي المراهقين لهذه المرحلة الحرجة من حياتهم، من خلال مصادقتهم والحديث الطويل معهم، وتشجيعهم على التفكير بطريقة مغايرة، وتنمية مهاراتهم وتطوير سلوكياتهم.
التغلب على الخجل في علم النفس
إن شعور الشخص بالطمأنينة والراحة النفسية في الوسط الذي يعيش فيه هي نقطة الانطلاق نحو التخلص من الخجل، ويمكن للاستراتيجيات التالية أن تساهم بشكل فعّال بالتغلب على الخجل وهي:
- عليك أن تدرك بأن الخجل لن يختفي من تلقاء ذاته، وهو يحتاج أولاً إلى اعتراف الشخص بينه وبين نفسه بأنه خجول، وأن يتفهم مشكلته، ليتصرف بناءً على هذا الإدراك ويسعى للتخلص من مشكلته.
- البدء مع الأصدقاء والأشخاص المعروفين لك بشكل مسبق والذين ترتاح عند التعامل والتواصل معهم، فاجعل هذا التواصل من خلال العين، ثمّ ابدأ معهم بكلام وأحاديث بسيطة، وهو ما سيتطور مع مرور الوقت حتى التخلص من الخجل.
- بناء الثقة بالنفس والتصالح مع الذات، ثمّ الانتقال إلى مد جسور التواصل مع الأصدقاء الجدد.
- إن الجزء الأصعب من أي محادثة هو البدء بها، ولذلك فكر جيداً بالأمور التي تبدأ فيها بمحادثتك، كأن تكون البداية من خلال مجاملات لطيفة، أو بالتعريف عن الذات، أو من خلال طرح أحد الأسئلة على الآخرين.
- اكتشف اهتماماتك وتواصل مع الأشخاص الذين يتشاركون معك في هذه الاهتمامات، وشارك الأنشطة الاجتماعية التي تميل إليها مع أفراد يشاطرونك نفس الاهتمامات، وهو ما سيطور من مهاراتك الاجتماعية، ويساعدك عل تخطي الخجل.
- إن الخجل في علم النفس يحصل بالكثير من الأحيان بسبب احراج الشخص وعدم قدرته على التعبير وقول ما يريد أمام الآخرين، ومن المفيد في هذه الحالة التدرب على الكلام، كأن تجلس أمام المرآة وتتدرب على الحديث الذي تنوي قوله، مع تكراره بصوت مسموع.
- إن التخلص من الخجل يحتاج إلى الشعور الإيجابي تجاه الذات، فتمتع بأوقاتك ولا تدفع نفسك نحو الإحباط، وحاول أن تجد الأشخاص الذين يحبونك كما أنت وكما هي طبيعتك وشخصيتك.
وفي الختام نتمنى أن نكون قد وفقنا في عرض أسباب الخجل في علم النفس، وبالتعريف على أبرز طرق التخلص منه.